مهارة التصميم ~ المورد الجديد

أنشطة الاكتساب : مهارة التصميم .

تمهيد :

هذه المدرسة التي تدرس بها الان هل بنيت اقسامها وحجراتها ومرافقها المتعددة كيفما اتفق ؟ دون وضع تخطيط وضعه المهندس ، يسير وفقه عمال البناء ؟

هذه المؤسسة كما تراها لم تبن مباشرة دون تفكير وتخطيط ورسم ، بل قبل الشروع في بنائها تكلف المهندس بوضع ما يسمى بالتصميم يلتزم به البناؤون ويسيرون على ما رسمه وخططه المهندس و وضع لهم خريطة يهتدون برموزها وعلاماتها : بماذا سيبدؤون وبماذا سينتهون ومتى سينتهون حتى يكتمل البناء ويضعون اللمسات الاخيرة لتخرج الى الوجود مدرسة منظمة كل شيء فيها مرتب توحي الى المتامل فيها بان من بناها يملك حس التنظيم والتخطيط المحكم ، وهذا ما يصطلح على تسميته بالتصميم ..

اذا تاملت في الموضوع او النص الذي بين يديك تلاحظ بان صاحبه لم يكتبه مباشرة اواعتباطا دون تفكير وتخطيط ، بل قبل كتابته وضع له تصميما مسبقا وخطاطة تنظم افكاره وتضمن انسجام عناصره وفقراته ومن هنا تاتي اهمية التصميم في كتابة اي موضوع او اي عمل كتابي لكي ياتي في شكل منظم ومنسق يساعد القاريء على فهم ما يتضمنه من افكار ومعلومات..

اذن لنرى كيف كتب هذا النص ولنكتشف اهم عناصرتصميمه :

مدينة الزهراء

(يقول أبو العباس المقري في وصف مدينة الزهراء :

*كان عبد الرحمان الناصر كلفا بعمار الاندلس ، واقامة معالمها ، وتخليد الآثار الدالة على قوة الملك وعزة السلطان ، أفضى به الاغراق في ذلك الى أن ابتنى مدينة الزهراء البناء الشاسع ذكره ، المنتشر صيته ، واستفرغ جهده في تنسيقها ، واتقان قصورها ، وزخرفة مصانعها .

* لقد استدعى عرفاء المهندسين ، وحشد برعاء البنائين من كل قطر ، فوفدوا عليه حتى من بغداد والقسطنطينية ؛ ثم أخذ في بناء المنتزهات وانشاء مدينة الزهراء الموصوفة بالقصور الباهرة ، وأقامها بطريق البلد على ضفة قرطبة ، ونسق فيها كل اقتدار

معجز

*وكان قصر الخليفة متناهيا في الفخامة ، أطبق الناس على أنه لم يبن مثله في الاسلام البتة ، وما دخل اليه أحد من سائر البلاد النائية والنحل المختلفة الا وقطع أنه لم ير له شبها ، بل لم يسمع به ، بل لم يتوهم كون مثله .لو لم يكن فيه الا السطح الممرد ، المشرف على الروضة ، المباهي بمجلس الذهب والفضة ، وعجيب ما تضمنه من اتقان الصنعة ، وفخامة الهمة ، وبراعة الملمس والحلة ، ما بين مرمر مسنون وذهب مصون ، وعمد كأنما أفرغت بالقوالب ، وتماثيل لا تهتدي الأوهام الى سبيل التعبير عنها ، لكفى مثلا.

*وكنت ترى في مقصورة الخليفة بركة يجري الماء فيها بصنعة محكمة ، وفي وسطها يعوم أسد عظيم الصورة ، بديع الصنعة ، يمج الماء من فيه في تلك البركة ، فيبهر الناظر بحسنه ، وروعة منظره ، فتسقى من مجاجه جنان هذا القصر على سعتها ، ويفيض على ساحاته وجنباته .

* وهذه البركة وتماثيلها من أعظم آثار الملوك في غالب الدهر ، لفخامة بنيانها . فكان الناصر قد جلب اليها الرخام الابيض المجزع من ألميريا ، والابيض من غيرها ، والوردي والاخضر من افريقية .)

من كتاب نفح الطيب ج2 ص 103 بتصرف.

خطوات الانجاز :

*الشرح اللغوي :

كلفا : محبا عاشقا مولوعا

عمارة الاندلس : بناء الاندلس

افضى : قاد أدى به

الاغراق : من اغرق بالغ وجاوز الحد - المبالغة

الشاسع : الواسع والمقصود هنا المنتشر

استفرغ جهده : بذل كل مجهوده واخرج كل طاقته

حشد : جمع

برعاء : واحدها بارع المتفوق المتقن

قطر : بلد جمعها أقطار

وفدوا : اتوا - قدموا

القسطنطينية : من المدن القديمة بتركيا

متناهيا في الفخامة : في غاية العظمة والجمال

أطبق الناس : اتفقوا واجمعوا على شيء واحد

البتة : قطعا ابدا

النائية : البعيدة

النحل : مفردها نحلة بكسر النون مذهب وعقيدة ودين

قطع : جزم تبث

السطح الممرد : مرد السطح سواه وجعله املسا

المشرف : المطل

مرمر مسنون : رخام ناعم صقيل

يمج الماء من فيه : يخرج الماء من فمه

مجاج : ما يخرج من فم الاسد من ماء

جنان : جمع جنة بستان

جلب : اتى بالشيء من مكان بعيد - استورد

الرخام الابيض المجزع : الابيض يخالطه شيء من اللون الاسود

المرية او ألميريا : مدينة باسبانيا بناها الخليفة عبد الرحمان الناصر - يقال اسمها جاء من كلمة المرآة لان بناياتها كانت تنعكس على المياه لوفرتها..

**ملاحظة النص :

اول ما يلفت الانتباه هو شكل النص الذي يتكون من خمس فقرات وهي كالتالي :

* الفقرة 1 /من بداية النص الى مصانعها : ولع الخليفة عبد الرحمان الناصر بالعمارة جعله يامر ببناء مدينة الزهراء.(مقدمة)

* الفقرة 2 / من لقد استدعى عرفاء المهندسين الى معجز: استدعاء ابرع المهندسين من بغداد والقسطنطينية لبناء المدينة(عرض)

* الفقرة 3/ من وكان قصر الخليفة الى لكفى مثلا : وصف فخامة القصر واعجاب الناس بمظاهر فخامته وجماله.

* الفقرة 4/ من وكنت ترى الى وجنباته : وصف جمال البركة وتمثال الاسد

* الفقرة 5 / من وهذه البركة الى نهاية النص : خلاصة يؤكد فيها الكاتب ما وصفه من فخامة الاثار والمواد المصنوعة منها.(خاتمة)

هذه الفقرات منها ما يصلح كمقدمة ومنها ما يشكل عرض الموضوع وتبسيطه ومنها ما يكون النهاية او الخاتمة .

***استنتاج :

ونستنتج من ذلك ان التصميم يتكون من العناصر التالية :

المقدمة (نقطة الانطلاق) :

فيها نعرض الفكرة العامة للموضوع ونشعر القاريء بان موضوعنا سيتناول الحديث عن هذه الفكرة .

العرض :

او عرض عناصر الموضوع حيث يتم تحليل افكار الموضوع وعرضها وبسطها اعتمادا على اسلوب تفسيري او تحليلي او حجاجي اي سوق الادلة والحجج والامثلة التي تدعم وتوضح افكار الموضوع وذلك في شكل فقرات منسقة.

النهاية او الخاتمة :

خلاصة مركزة او استنتاج عام للموضوع