من الظل


من الظل
     رواية للكاتب الاسباني : خوان خوسيه مياس
                 ترجمة  : أحمد عبد اللطيف .
(دميان لوبو) اسم البطل الرئيسي والشخصية المحورية لرواية من الظل ، يستضيفه  - في لقاء متخيل  - الصحافي والمنشط  لبرنامج تلفزي ( سيرخيو أوكان ) ويذاع على الهواء مباشرة ، يتابعه جمهور عريض من جميع أنحاء العالم ، يترجم الى جميع اللغات ، ويتابعه كذلك جمهور كبير مباشرة من الاستوديو . (سيرخيو أوكان ) لم يكن له وجود إنه صورة متخيلة ، ابتدعه (دميان لوبو) ليكلم نفسه من خلالها ...
   يخبر (دميان لوبو) المنشط  التلفزي (سيرخيو) في البداية  بأنه طرد من العمل بمعمل للسبائك ، بعدما اشتغل فيه مدة طويلة نظرا لزحف الرأسمالية وتطور الصناعة. وصار شخصا يهيم على وجهه بدون هدف ، يستطرد في سرد جوانب من حياته وطفولته وشبابه والاحداث الغريبة التي مر منها ويشير الى البنت الصينية التي تبناها والداه وصار يناديها باخته . وكان يحكي ذلك بأسلوب ساخر يجعل الجمهور الحاضر في البلاطو يتفاعل معه  وتتعالى ضحكاته وتصفيقاته  خاصة عندما يتحدث عن علاقته بأخته بالتبني وميولاتها الجنسية نحوه .
 يحكي (دميان ) للمنشط  كيف طرد من العمل واضطر لسرقة دبوس من الذهب وضبطه أحد المراقبين وأمره بمرافقته لكنه يتمكن من الانفلات منه والانسلال الى ساحة سوق مليء بالموبيليا والخردة ويسرع الى فتح خزانة للملابس كبيرة وقديمة كانت هناك  ويختبيء بداخلها  . وهنا يظهر مدى سعة خيال المؤلف بحيث ينقل  بطل روايته الى عالم مليء بالاحداث الغريبة والعجيبة وينقلنا نحن كذلك لنعيش  معه ما جرى بعد ذلك ...
هذه الخزانة  العتيقة أو الكهف الخشبي كما يسميها  (دميان ) ستنتقل وهو قابع بداخلها  الى منزل سيدة اشترتها وهي تعيش مع زوجها وابنتها المراهقة لانها خزانة كانت في ملكية عائلتها وتذكرها بطفولتها،  وسيبقى دميان حبيس هذه الخزانة يراقب ما يحدث في هذا العالم الجديد ويتلصص على سلوكات وتصرفات أفراد الاسرة ،ويحلل تصرفاتها اليومية حتى العادية والبسيطة منها ، بل ويخرج أحيانا من الخزانة لقضاء حاجاته وتناول بقايا الطعام ويساهم في غسل الاواني وتنظيم البيت . كان الامر في البداية يثير استغراب افراد الاسرة لكن مع مرور الوقت صار ذلك مألوفا ،و أضحى دميان فردا منهم  يتدخل في شؤونهم  وأشيائهم الحميمية ، بل  ويطبخ لهم الطعام ،  ويرتدي ملابس الزوج  ويستعمل أدواته واشياءه، لكنهم لا يرونه بينما هو يراهم كأنه شبح.. !
 أصبح دميان على علم بكل صغيرة وكبيرة وبكل ما يجري في بيت الاسرة ،حفظ أسماءهم وعرف مهنة الام وزوجها واسرار ابنتهما المراهقة وعلاقاتها وكان أحيانا يراقب الزوجين  وهو مختبيء تحت سرير هما ويرهف سمعه لما يدور بينهما . تعتقد الزوجة (لوثيا) أن البيت  تزوره روح خيرة وطيبة تاتي لتساعد الاسرة في تدبير شؤون منزلها، وترغب الزوجة في التواصل مع هذه الروح ولذلك تشتري كتبا متخصصة في هذا المجال .يغتنم دميان الفرصة ليقراهذه الكتب  بين الفينة والاخرى ،ويدرب نفسه لكي يتحول الى شبح بالفعل، ولذلك لم يعد يتناول الطعام الا قليلا ، وانخرط  من خلال حاسوب الفتاة المراهقة  (ماري)في نادي افتراضي  يهتم بالماورائيات والاشباح تحت اسم القائد الشبح ، وهو في هذا العالم الجديد والغريب كان يسترجع ماضيه وحياته وعلاقاته ،ويتذكر اشياءه ومنزله وسيارته وعمله. في لحظات صفاء روحي  اصبح يتواصل مع صاحبة البيت من خلال هذا المنتدى  وشبكة الانترنت تحت اسم القائد الشبح  وتخبره عن حقيقة الخزانة وعلاقتها بها  وبقصة عائلتها .
  يقحم المؤلف شخصية اخرى وهو الصحافي  (إنياكي)الذي يقابل دميان ويجري معه  مقابلات عديدة في قناة خاصة ومدفوعة (مؤداة)واثناء ذلك يكتشف دميان خيانة الزوج ( فيدي )لزوجته عند غيابها ، حيث استضاف امراة اخرى تعمل معه في المعمل وكان شاهدا على وقائع هذه الخيانة مما جعله يتعاطف مع الزوجة ، وتكررت خيانة الزوج لزوجته عدة مرات ، أمام أنظار دميان المتلصصة .
خلال لقاء الزوج بعشيقته اقترحت عليه التخلص من زوجته باي طريقة ولو في الخيال ، واوحت اليه بطريقة غريبة للتخلص من الزوجة ، وذلك بجلب الدبابير السامة . وكان دميان يسمع مايدور بينهما من كلام كعادته ، فيلجأ  الى نفس الحيلة التي فكرت فيها العشيقة حيث جلب الدبابير بطريقة قرا عنها في الانترنت ، ودبر الامر بكل احكام ، وانتهت الرواية بموت الزوج بلسعات الدبابير وخروج دميان من الخزانة والتسلل الى فراش الزوجة التي لم تشعر باي حزن او اسف بعد موت زوجها .