تعريف القصة القصيرة
القصة القصيرة فن أدبي ، يهتم بوصف وسرد موقف أو مجموعة من المواقف، أو جانب من جوانب حياة الانسان . وهي تعتمد على أسلوب السرد والوصف بشكل مكثف . وقد ظهرهذا النوع من الكتابة في منتصف القرن19، ثم تطورت وانتشرت في القرن 20 وبرز في هذا المجال كتاب وأدباء كثيرون ،خاصة في روسيا وأمريكا وفرنسا قبل أن تظهر في العالم العربي، وخاصة في عصر النهضة بمصر .
القصة القصيرة تختلف عن الرواية بكونها تصور جانبا واحدا من حياة الإنسان بشكل مكثف ،وهي تساير روح العصر الذي يتميز بالسرعة ، يمكن أن نقول إن القصةالقصيرة نوع من الثورة على الرواية ذات النفس الطويل ، رغم أن الرواية لازالت تحتفظ بمكانتها ضمن الاجناس الادبية الاخرى. الرواية تبحر في رسم الحياة المتعلقة بالجماعة عبر أزمنة متعددة وشخصيات كثيرة ولا تتعرض للجانب النفسي إلا قليلا ، بينما القصة القصيرة تتغلغل في تحليل أعماق نفس البطل أو الشخصية ، بالاضافة الى أن القصة القصيرة تمتازبكونها قصيرة ومكثفة ،في حين أن الرواية طويلة وتسهب في التفاصيل والجزئيات.
القصة كجنس أدبي تعتمد على مجموعة من التقنيات والخصائص الفنية ، كوحدة الموضوع والتسلسل والعبارات المكثفة والعناصر التقليدية المعروفة ، كنقطة الانطلاق أوالبداية ، ثم التحول أو العقدة ، ثم النهاية أو الحل . ولكي تكون القصة ناجحة ،فكاتبها يتحرى الصدق في التعبير،والدقة في التصوير، والتغلغل في أعماق نفسية البطل أو الشخصية الرئيسية، ويبدع في رسم ملامحها ،ولا يفتعل ما يسمى بالصراع الخارجي والداخلي.
إن ما يجعل القصة القصيرة ممتعةهو عنصر التشويق الذي كان يعتبر من العناصر الرئيسية في كتابتها، إلى جانب الصدق في رسم ملامح الشخصيات والإنصات الى نبض قلوبها ونقل أحاسيسها بكل واقعية وموضوعية ودون تكلف أو تصنع .
القصة في مصر والمغرب
والملاحظ أن القصة القصيرة في العالم العربي كانت في بدايتها رومانسية ،خاصة في مصر باعتبارها مهد النهضة الأدبية متاثرة بالاتجاهات والمدارس الأدبية في أوربا خاصة في فرنسا.ولذلك كانت المواضيع التي تتعلق بالحب هي الغالبة على معظم كتاب القصة القصيرة .ويعتبر " المويلحي" من أوائل كتاب القصة القصيرة بمصر،وأقدم ما كتب"حديث عيسى بن هشام" ثم جاء "محمود تيمور" الى جانب أخيه ، وأشهر مجموعاته القصصية :" قال الراوي".أما القصة القصيرة في المغرب فقد كانت إرهاصاتها مع الكاتب "عبد المجيد بن جلون" في مجموعته القصصية " وادي الدماء"،ثم ظهر كتاب آخرون اشتهروا بالاتجاه الوطني والرومانسي قبل أن يطفو على السطح الاتجاه الواقعي .ومن المؤسسين لهذا الاتجاه :"إ ابراهيم بوعلو " و"محمد شكري"بمجموعته القصصية :"مجنون الورد" ،و"محمد زفزاف"بمجموعته " الديدان لا تنحني"و"ادريس الخوري" له مجموعة قصصية سماها"ظلال".