من خطبة للرسول صلى الله عليه وسلم

نص الخطبة

 الحَمْدُ للهِ. أحْمَدُهُ وأسْتَعينُهُ، وأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَهْديهِ، وَأُومِنُ بِه وَلا أكفُرهُ، وأُعادِي مَنْ يَكفُر به. وَأَشْهَدُ أنْ لا إلٰهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَه لا شَريكَ لَهُ. وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُه، أَرْسَلَهُ بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ،والنُّورِ والمَوْعِظَةِ والحِكمَة عَلَى فَتْرةٍ مِنَ الرُّسل،وقلّةٍ مِنَ العلم وضَلاَلَةٍ مِن النَّاسِ،وانقطاعٍ من الزَّمَانِ ودُنُوٍّ من السَّاعَةِ،وقُرْبٍ من الأجَلِ.مَنْ يُطِعِ اللهَ ورَسولَه فَقَدْ رَشَدَ. ومَن يَعْصِ اللهَ ورَسولَه فَقَدْ غَوَى وفَرَّطَ وضَلَّ ضَلاَلاً بَعيداً.أُوصِيكم بتَقْوى الله، فإنّهُ خَيرُ مَا أوصَى به المسلمُ المُسلمَ أنْ يَحُضَّهُ عَلَى الآخِرَةِ، وأنْ يَأمُرَه بِتَقْوى اللهِ.واحْذَروا مَا حَذّرَكم الله من نَفْسِهِ؛ فإنَّ تَقوى اللهِ لِمَن عَمِلَ به عَلَى وَجَلٍ ومَخافةٍ مِن رَبِّهِ عَوْنُ صِدْقٍ عَلَى مَا تَبغُون من أمْرِ الآخِرَةِ.ومَن يُصْلِح الذي بَيْنَهُ وبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ أمْرِه في السِّر والعَلاَنِية، لا ينوِي به إلا وَجْهَ اللهِ يَكُنْ لَهُ ذِكْراً فِي عَاجِلِ أَمْرِهِ، وذُخْراً فيمَا بَعدَ المَوْتِ، حِينَ يَفْتَقِرُ المَرءُ إلى مَا قَدَّمَ. ومَا كَانَ مِمَّا سِوَى ذَلكَ يَوَدّ لَو أَنَّ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ أمَداً بَعيداً. “وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ” (آل عمران: 30). هو الذي صَدق قولَه، وأنجز وَعْدَهُ، لا خُلْف لذلك؛ فَإنَّهُ يَقول تعالى: “مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ” (ق: 29). فاتقوا الله في عاجِل أمْرِكُم وآجِله في السِّرِّ والعَلانِيَة؛ فَإنَّه "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً."

ملاحظة النص واستكشافه :

*العنوان : مكون من جملة مركبة من الجار والمجرور تدل على مقتطف من خطبة القاها الرسول محمد عليه السلام بمناسبة صلاة الجمعة

*نوعية النص : النص عبارة عن خطبة  ذات طابع ديني توجيهي

*مجال النص : يندرج النص ضمن المجال الاسلامي

*الصورة :تجسد الصورة مشهدا من المدينة المنورة

*فهم النص:

استعينه : اطلب منه العون والمساعدة

استهديه : اطلب هدايته

دنو: قرب

ضل : تاه

رشد اهتدى

*المضمون العام:

يخاطب الرسول عليه السلام المسلمين ناصحا اياهم بتقوى الله ويحثهم على طاعته والخشية منه واتقاء سخطه وغضبه.

*تحليل النص:

*المستوى الدالي :

الحقول الدلالية :

-المعجم الدال على الهدى والرشاد:

-ارسله بالهدى والنور والموعظة-من يطع الله ورسوله فقد رشد-اوصيكم بتقوى الله...

*المعجم الدال على الضلالة:

-ضلالة من الناس- من يعصهما فقد غوي وفرط و ضل ضلالا بعيدا.

*المستوى الدلالي:

*المضامين الاساسية :

- مقدمة الخطبة المتضمنة للحمدلة والشهادة والدعاء.

-ينصح الرسول عليه السلام المسلمين بتقوى الله المؤدية الى الفوز بالجنة

- يحذر الرسول عيه السلام المسلمين من معصية الله مبينا فضل الخشية منه تعالى.

*المستوى التداولي:

من الاساليب الموظفة في النص الامر :اتقوا –احذروا

الشرط :من يطع الله ورسوله فقد رشد-من يعصهما فقد غوي

اسلوب القسم:والذي صدق قوله...

اسلوب التفضيل :لا افضل من ذلك نصيحة-لا افضل من ذلك ذكرا..

وظيفة هذه النماذج من الاساليب هي  اقناع السامع او المتلقي وحصول التاثير الايجابي فيه والتفاعل مع المرامي السامية للخطبة .

كما يلاحظ استشهاد الرسول ببعض الايات من القران الكريم لما لذلك من دوركبير في الاقناع والتاثير..

من الخصائص المميزة للخطبة على المستوى اللغوي نلاحظ توظيف الرسول عليه السلام للسجع :احمده –استعينه- استغفره – استهديه – اعادي من يكفره...

والسجع هوتشابه فواصل الكلام من خلال الختم بنفس الحرف وهو من المحسنات البلاغية..

الجناس :احمد-الحمد/ارسل –الرسل/ضلال-ضل...

الى جانب الترادف والتضاد

التركيب:

القى الرسول عليه السلام هذه الخطبة واعظا وناصحا المسلمين بتقوى الله في السر والعلن مبينا ان خير ما ينصح به المسلم اخاه المسلم هو التقوى لفضلها الكبير في اصلاح النفوس وتزكيتها والفوز برضوان الله والدخول الى الجنة محذرا اياهم من الوقوع في معصيته..

• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا

مواضيع ذات صلة