تمهيد:
أهل الكهف من أشهر المسرحيات التي ألفها توفيق الحكيم،الكاتب والأديب المصري المعروف.في هذا الدرس سنتعرف على هذه المسرحية ، وعلى صاحبها ،وعلى أهم القضاياالتي عالجها في كتابه .
من هو توفيق الحكيم ؟
توفيق الحكيم كاتب مصري ، ولد سنة 1898 بالاسكندرية ،يعتبر من من رواد المسرح العربي،سافر الى فرنسا لإتمام دراسته في شعبة القانون، كان مولعا بالادب وخاصة المسرح ، وازداد شغفه بهذا الفن الجميل عندما عايش الحركة النشيطة في هذا المجال في فرنسا،وأدرك أن العالم العربي يحتاج الى مثل هذا الاهتمام بالمسرح فعكف على دراسته خاصة بالرجوع إلى أصوله ومنابعه أي المسرح اليوناني.
اجمع النقاد العرب ودارسوا الأدب على تسمية توفيق الحكيم برائد المسرح الذهني ،لصعوبة تشخيصه على خشبة المسرح،يمكن تمثّل معاني مسرحياته في الذهن.من مؤلفاته العديدة : "أهل الكهف - شهرزاد -عودة الروح -يوميات نائب في الأرياف- عصفور من الشرق -سليمان الحكيم..."توفي سنة 1987.
العنوان: أهل الكهف،يحيلنا هذا العنوان على سورة الكهف في القرآن الكريم،التي أشارت إلى قصة الفتية الذين التجأوا إلى كهف من الكهوف ،هربا من بطش الملك الروماني وحفاظا على ديانتهم التي كان الملك يقتل ويعذب معتنقيها.أهل بمعنى أصحاب ،والكهف غار بالجبل،فهوعنوان مركب تركيبا إضافيا استوحاه الكاتب من القصة التي وردت في القرآن.
الغلاف: يشتمل غلاف المؤلّف على صورة مرسومة بالريشة في الاصل،تعكس مشهد امرأة جميلة،تحيلنا على شخصية الأميرة "بريسكا" إحدى شخصيات المسرحية،يظهر من ورائها رجال بلحى كثيفة إشارة إلى أهل الكهف ، إلى جانب رجل يضع خودة على رأسه وآخر بلباس طويل.
تعالج المسرحية قضية فكرية تتمثل في صراع الانسان مع الموت وقوى غامضة خفية.
تشتمل المسرحية على أحداث رئيسية يمكن تلخيصها فيما يلي:
*هروب الشبان إلى الاحتماء بالكهف بعد مطارتهم من الملك "دقيانوس" الذي كان يعادي معتنقي المسيحية،ويعمل على إبادتهم.
*يكتشف الفتية حقيقة أمرهم ،عند خروج "يمليخا" الراعي لاحضار الطعام .
* يقبض الجنود على اهل الكهف ويحضرونهم الى قصر الملك،حيث يحاول كل من"مشلينا ومرنوش" الارتباط بحياتهما الجديدة
بينما يفضل "يمليخا "الرجوع إلى الكهف.
* يعود الفتية الى الكهف بعد استحالة العيش في القصر بدون هدف، والتحاق بريسكا بهم .
* موت الفتية الثلاثة ، وتوديعهم بما يليق بمقامهم كقديسين...