يا أمي ما شكل السماء ؟

هناك قصيدة منسوبة الى عميد الادب العربي " طه حسين" وهي في الحقيقة للشاعر معروف الرصافي يقول فيها :

يا أمي ما شكل السماء                 وما الضياء وما القمـــــــر؟

بجمالها تتحدثـــــــون                 ولا أرى منها أثـــــــــــــر

هل هذه الدنيا ظــلام                  في ظلام مستــــــمــــــــــر؟

يا أمي مدي يديـــــك               عسى يزايلني الضجـــــــــر

أمشي أخاف تعثـــرا               وسط النهار أو السحــــــــــر

لا أهتدي في السيـــر               ان طال الطريق وان قصــــر

أمشي أحاذر أن يصادفني      اذا أخطو خــــــــطـــــــــــــر

والارض عنــــــــــدي          يستوي منها البسائط والحفــر

عكازتي هي ناظري                  هل من جماد هل من بصـــر

يجري الصغار ويلعبون        ويرتعون ولا ضــــــــــــرر

وانا ضرير قاعد                      في عقر داري مستقـــــــــر

والله يلطف  بي                         ويصرف ما اقاسي من ضرر

الشرح اللغوي :

الضياء : النور

يزايلني : يذهب - يزول

الضجر : التضايق والسأم

تعثرا : سقوطا ووقوعا على الارض

يصرف : يذهب

 الفكرة العامة :

يشكو الطفل الضرير لامه حرمانه من التمتع بجمال الطبيعة واللعب مثل الاطفال سائلا الله ان يخفف عنه مُصابه.

التحليل :

يخاطب الطفل الكفيف امه مستفهما عن شكل السماء والقمر ، فهو لا يرى منها شيئا ، لانه لا يرى الا لونا واحدا وهو السواد الحالك ليس كما يراها الاخرون ، يرون الضياء وزرقة السماء ، بينما شاعرنا المسكين لا يرى الا الظلام الدامس يحيط به من كل جانب . وكأن الدنيا ظلام لا نهاية له . فامه هي بصره يرى من خلالها الاشياء ، هي التي تمسك بيده وتحميه من التعثر والوقوع في الطريق سواء في النهار او الليل ، والطريق عنده يستوي فيها السهل  المنبسط والحفر لا يملك الا عكازته التي يعتبرها عينه التي يرى بها .

كتب عليه ان يبقى حبيس الجدران قابعا في داره ، بينما اقرانه من الاطفال يمرحون ويلعبون . لا يملك هذا الطفل الضرير الا ان يرضى بقضاء الله  ويمد اليه يديه متضرعا طالبا منه ان يلطف به ويصرف عنه ما قدره عليه .

• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا
• تابعنا

مواضيع ذات صلة