الطيران حلم راود الانسان منذ القديم
كان الإنسان القديم عندما يحملق في السماء ويرى الطيور والنسور تحلق عاليا في الفضاء ، يتمنى أن يطير مثلها ، وظل الطيران حلما جميلا يداعب خيال الانسان، ويقوم ببعض المحاولات البدائية والمثيرة للضحك أحيانا مقلدا الطيور ،يريد أن يحلق عاليا مثلها في عنان السماء ويتخلص ولو مؤقتا من الارض التي تمسك به بخيوط الجادبية وتأبى إلا أن تحكم قبضتها عليه كأنها لاتطيق أن يبتعد عنها.عندما كنا صغارا ندرس في الصفوف الأولى ،كان المدرسون يرددون على مسامعنا حكاية اختراع الطيران، ويذكرون في هذا الصدد اسم"عباس بن فرناس" الذي اشتهر ب"حكيم الأندلس" لغزارة علمه، وبراعته خاصة في الرياضيات والكيمياء والفلك . كان يحلم بالتحليق في السماء وهذا الحلم هو الذي تسبب في وفاته عندما فشلت محاولته في ذلك وهوى إلى الأرض صريعا . وقد فسر البعض فشل هذه المحاولة بكون صاحبنا المسكين عباس بن فرناس نسي أن يصنع ذيلا مع الجناحين ليتمكن من الهبوط بسلام نسبيا . المهم أنه هو الذي ألهم الغرب في جعل الحلم بالطيران حقيقة على أرض الواقع.
حمامة "أرخيتاس"
في الحقيقة أن فكرة الطيران كانت قديمة منذ عهد الإغريق ونذكر هنا الفيلسوف والرياضي "أرخيتاس" الذي قام بصنع آلة طيران على شكل طائر سماها "الحمامة". ثم جاء عباس بن فرناس وحاول كما سبقت الإشارة الى ذلك . ثم جاء "ليوناردو دافينشي" الذي حاول دراسة إمكانية الطيران بواسطة آلات ثقيلة أثقل من الهواء سنة 1500. ثم جاء الأخوان "مونغولفيي " سنة 1783وحاولا الطيران بآلة أخف من الهواء.وتتابعت المحاولات باستعمال مايسمى بالطائرات الشراعية . ويقال ان الأخوان "رايت" هما الرائدان الأولان في مجال الطيران في القرن19.
عندما تتاح لك الفرصة للسفر على متن الطائرة ، لاشك أنك تتساءل عن قصة اختراعها ، وعن الشخص الذي يرجع إليه الفضل في اخنراعها . المهم اخترعها إنسان مثلي ومثلك ، ولكنه يتمتع بطموح جارف وخيال مجنح ،وإرادة فولادية في ترويض المستحيل ...